* - حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن وَكِيع, قَالَ, ثنا أَبِي, عَنْ مَالِك بْن مِغْوَل, عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد, عَنْ عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُول اللَّه { الَّذِينَ يَأْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبهمْ وَجِلَة} أَهُوَ الرَّجُل يَزْنِي وَيَسْرِق وَيَشْرَب الْخَمْر ؟ قَالَ: " لَا يَا ابْنَة أَبِي بَكْر - أَوْ يَا ابْنَة الصِّدِّيق - وَلَكِنَّهُ الرَّجُل يَصُوم وَيُصَلِّي وَيَتَصَدَّق, وَيَخَاف أَنْ لَا يُقْبَل مِنْهُ ". 19344 - حَدَّثَنَا الْقَاسِم, قَالَ, ثنا الْحُسَيْن, قَالَ, ثني جَرِير, عَنْ لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم, وَهُشَيْم عَنِ الْعَوَّام بْن حَوْشَب جَمِيعًا, عَنْ عَائِشَة, أَنَّهَا قَالَتْ, سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا ابْنَة أَبِي بَكْر - أَوْ يَا ابْنَة الصِّدِّيق - هُمْ الَّذِينَ يُصَلُّونَ وَيَفْرُقُونَ أَنْ لَا يُتَقَبَّل مِنْهُمْ ". وَ " أَنَّ " مِنْ قَوْله: { أَنَّهُمْ إِلَى رَبّهمْ رَاجِعُونَ}. فِي مَوْضِع نَصْب; لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَام: { وَقُلُوبهمْ وَجِلَة} مِنْ أَنَّهُمْ, فَلَمَّا حُذِفَتْ " وَمِنْ " اتَّصَلَ الْكَلَام قَبْلهَا, فَنُصِبَتْ.
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ} * { وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ} * { وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ} * { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} *{ أُوْلَـٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} * { وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} يقول الحق جل جلاله: { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} أي: من عذابه خائفون حذرون، { والذين هم بآيات ربهم} المنصوبة والمُنَزَّلة، يؤمنون بتصديق مدلولها، وبكتب الله كلها، لا يُفرقون بين كتبه، كالذين تقطعوا أمرهم بينهم - وهم أهل الكتاب وغيرهم، { والذين هم بربهم لا يشركون} شركاً جلياً ولا خفياً، بخلاف مشركي العرب والعجم. { والذين يُؤتون ما آتَوْا} أي: يعطون ما أعطوا من الزكوات والصدقات. وقال تعالى: { ولا نُكلِف نفساً إلا وُسْعَها} أي: طاقتها، فهو تحريض على تحصيل ما وُصف به السابقون من فعل الطاعات المؤدي إلى نيل الخيرات ببيان سهولته، وأنه غير خارج عن حد الوسع والطاقة، أي: عادتنا جارية بأنْ لا نكلف نفساً من النفوس إلا ما في طاقتها، فإن لم يبلغوا في فعل الطاعة مراتب السابقين، فلا عليهم، بعد أن يبذلوا طاقتهم ويستفرغوا وسعهم.
♦ الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (240). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية ﴾ فعليهم وصيةٌ ﴿ لأزواجهم ﴾ لنسائهم وهذا كان في ابتداء الإِسلام لم يكن للمرأة ميراثٌ من زوجها وكان على الزَّوج أن يُوصي لها بنفقة حولٍ فكان الورثة ينفقون عليها حولاً وكان الحول عزيمةً عليها في الصَّبر عن التَّزوُّج وكانت مُخيَّرة في أن تعتدَّ إن شاءت في بيت الزَّوج وإن شاءت خرجت قبل الحول وتسقط نفقتها فذلك قوله: ﴿ متاعاً إلى الحول ﴾ أَيْ: متعوهنَّ متاعاً يعني: النَّفقة ﴿ غير إخراجٍ ﴾ أَيْ: من غير إخراج الورثة إيَّاها ﴿ فإن خرجن فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾ يا أولياء الميِّت فِي قطع النَّفقة عنهنَّ وترك منعها عن التَّشوف للنَّكاح والتَّصنُّع للأزواج وذلك قوله: ﴿ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ ﴾ وهذا كلُّه منسوخٌ بآية المواريث وعدَّةِ المتوفى عنها زوجها.