December 7, 2020, 3:24 am

من الظواهر الخطيرة التي أصبحت تتسرَّب إلى مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة، بعد أن ذاع صيتُها في الدول الغربية التي اعتادتْ على استمراء العجائب، واستساغة الغرائب، والسبق إلى الخروج عن المألوف والسائد - ظاهرة " تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال "، التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أزيد من أربعة عشر قرنًا؛ حيث روى عنه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، فقال: "لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ"؛ البخاري. إنها ظاهرة تمرُّد بعض الناس على أجسادهم، والسعي إلى تغيير خلق الله، تعبيرًا عن عدم رضاهم بجنسهم الذي خلقهم الله عليه، والرغبة في تحويله إلى الجنس الآخر؛ إما تعبيرًا عن حالات مرضية معينة، أو بناءً على ميولات نفسية معينة، أو تقليدًا أعمى لما يجري في الدول الغربية التي اشتَهر فيها ما يسمى بـ" التحول الجنسي "، وتسويغ "المثلية الجنسية" ، أو ما صار يعرف بـ" الجنس الثالث "، عن طريق عمليات تسمى بـ" التجميلية "، بعد أن دشنها أحد الدانماركيين سنة 1930م، لِيُعترَف بها اليوم قانونيًّا في أكثر من 20 دولة أوروبية التي تكاثر في بعضها هذا الصنفُ من الناس، الذين صاروا يشكلون هناك قرى خاصة تسمى " قرى المثليين "، بل صارت نِسَبُهم في بعض مدن ودول الغرب تنبئ عن خطر عظيم، حيث تضم سان فرانسيسكو 15.

لعبة تشبه ماين كرافت للكمبيوتر

292- باب تحريم تشبُّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال في لباسٍ وحركةٍ وغير ذَلِكَ 1/1631- عن ابنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عَنْهُما قَالَ: "لَعَنَ رسُولُ اللَّه ﷺ المُخَنَّثين مِنَ الرِّجالِ، والمُتَرجِّلاتِ مِن النِّساءِ". وفي روايةٍ: "لَعنَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ المُتَشبِّهين مِن الرِّجالِ بِالنساءِ، والمُتَشبِّهَات مِن النِّسَاءِ بِالرِّجالِ" رواه البخاري. 2/1632- وعنْ أَبي هُريْرةَ  قَالَ: "لَعنَ رسُولُ اللَّه ﷺ الرَّجُلَ يلْبسُ لِبْسةَ المرْأةِ، والمرْأةَ تَلْبسُ لِبْسةَ الرَّجُلِ" رواه أَبُو داود بإسنادٍ صحيحٍ. 3/1633- وعَنْه  قَال: قَال رسُولُ اللَّه ﷺ: صِنْفَانِ مِنْ أهلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كأذْنَابِ الْبقَرِ يَضْرِبونَ بِها النَّاس، ونِساء كاسياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمةِ الْبُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجنَّةَ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وإنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مسِيرَةِ كذَا وكَذَا رواه مسلم. الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه الأحاديث الثلاثة فيها التحذير من التشبه بالرجال من جهة النساء، والتشبه بالنساء من جهة الرجال، وأنه لا يجوز لكل صنفٍ أن يتشبَّه بالآخر، فالله ميَّز هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، فيجب أن يتميَّزوا، وألا يتشبَّه بعضُهم ببعضٍ: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ [النساء:34]، فالواجب على الرجل أن تكون له ميزة وصفة، وعلى المرأة كذلك.

من مظاهر هذا التشبه أمور: 1- لُبس الثياب الخاصة بالجنس الآخر؛ كالمرأة تلبس السراويل، والمعاطف والأقمصة الرجالية، والألبسة التي تصف حجم الجسد، وكذلك لبس ساعات الرجال، وأربطة أعناقهم، مع ترك الحجاب، وكلُبس الرجال لباس النساء؛ كالجلباب، والحجاب، والأحذية النسائية، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ"؛ صحيح سنن أبي داود، وقيل لعائشة رضي الله عنها: "إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ، فَقَالَتْ: "لَعَنَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ"؛ صحيح سنن أبي داود؛ قال المناوي رحمه الله: "(الرَّجُلَةَ من النِّسَاءِ)؛ أي: المترجلة، وهي التي تتشبه بالرجال في زيِّهم، أو مشيهم، أو رفع صوتهم، أو غير ذلك". 2- كثرة خروج المرأة من البيت إلا لحاجة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ [الأحزاب: 33]، وهو عام في نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وفي غيرهن من نساء المؤمنين. 3- التشبه بالرجال في حركاتهم، وأصواتهم، وشدتهم، وخشونتهم، وهو ما قد ينافي السكينة والاستحياء اللذين يجب أن تتميز بهما المرأة؛ قال تعالى في أخص صفات النساء: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ ﴾ [القصص: 25]، وقال تعالى في أخص صفات الرجال: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26].

ولاشك أن هذا من كيد أعداء الدين والفطرة خاصة اليهود، وقد نصوا عليه في البروتوكول الرابع، والبروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء بني صهيون، وسعيهم الحثيث لذلك، ودعوا إلى أهميته ونشره بين شباب المسلمين، ونجحوا مع الأسف الشديد في اصطياد كثير من شباب المسلمين، ولذا فإن من واجبنا أن نقوم بالاتجاه المضاد، وأن نوجد إعلاماً إسلامياً صادقاً يخاطب الشباب بغريزتهم، وأريحيتهم، وتوجهاتهم، وميولهم، وطبائعهم، خطاباً شبابياً نقياً صافياً، لأن هؤلاء الشباب غصنٌ طريٌّ يقبل التوجيه والنصح والإرشاد، ولكنه بحاجة إلى مخلص غيور، وبحاجة إلى رفيق حكيم يستطيع أن يعتني بهم عناية تامة. وهذا هو الطريق الأمثل أن يسلك بالشباب صراط الله المستقيم، وأن يسلك بهم سبيل الدعوة إلى الله، وأن يشجعوا، وأن تتضافر جهود رجال المال لإيجاد إعلام عالمي قوي رصين يعزّز القيم الفاضلة في النفوس، ويسهم في الارتقاء باهتمامات الناس، ويمكّن للخير بينهم، لأن الإعلام هو لغة التخاطب في العصر الحديث. وسط القارب وتشير الأستاذة رحمة بنت علي بن أحمد الغامدي المحاضرة في قسم علم نفس بجامعة نجران، إلى أنه مع تقلبات الموضة وتمدّن القرى والتواصل العنكبوتي بين الأبناء وثقافات الدول المتعددة وحضارات المجتمعات المختلفة، تقف الأسرة والمؤسسات التربوية حائرة تجاه ما دخل عليها من غثاء حضاري وتنوع ثقافي يتنافى -غالباً- مع عادات مجتمعنا وثقافته، وحال الأم المربية كحال شجرة تواجه ريحاً عاتية، فما تغرسه هي في أبنائها، يزعزعه صديق لهم أو وسيلة تواصل اجتماعي حببته وزينته أمامهم.

وأمام هذه التحديات تحتاج الأم -نفسها- وكذلك الأب، بحاجة إلى تغذية راجعة كمساندة معرفية ونفسية لهما، وكوقود يعينهما على متطلبات التربية في هذا الزمن الصعب، وهنا أوصي بحضور الدورات التي تهتم بجانب التربية وتركز على تنمية مهارات التعامل مع الأبناء.

تشبــه النســاء بالرجال الرجال بالنسـاء | دنيا الوطن

خَلْق الله خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسان في أحسن تقويم وفي أكرم صورة، وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى؛ ليُكمّل منهما الآخر، قال الله تعالى في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ، [١] وقد اقتضت حِكْمة الله -سبحانه وتعالى- أن جعل لكلٍّ من الذكر والأنثى خصائص وصفات تميّزه عن غيره، ومن شأن تلك الصفات والخصائص تحقيق التكامل بينهما، فكان تكوين الرجل بما أمدّه الله -تعالى- به من القوّة البدنيّة مناسباً مع سعيه للعمل وطلبه للرزق ، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة فكان تكوينها مناسباً لما سُتناط به من حمل وولادة ورعاية، ولكن في الآونة الأخيرة أصبح هناك إقبال من بعض الناس على إحداث تغييرات في خِلْقتهم وهيئتهم، ومنه تشبّه كلّ من الجنسين بالآخر، فما هم حُكْم تشبّه الرّجال بالنساء؟ معنى التشبّه توجد العديد من المعاني اللغويّة والاصطلاحيّة للتشبّه، وفيما يأتي بيان ذلك: معنى التشبّه لغةً: التشبّه في اللغة اسم، ويُقال: تشبّه بفلان؛ أي: تمثَّل به، أو اقتدى به، أو حاكاه، وتشبّه بالنّساء؛ أي: ماثلهنّ في حركاته وسلوكه، وتشبّه بالكرام؛ أي: صنع صنيعهم، [٢] والمشابهة تعني: التقاء شيئين أو أكثر في بعض الصّفات، [٣] وجاء أيضاً في معجم مقاييس اللغة أنّ الشين والباء والهاء أصل واحد يدلّ على تشابه الشيء وتشاكله في اللون والوصف، ويُقال: شِبْهٌ وَشَبَهٌ وَشَبِيهٌ.

والشخص في ظاهره رجل له لحية وشارب وعضلات، وهو في حقيقة أمره امرأةٌ تلقَّت من العلاج الهرموني وزرع الأعضاء الذكورية ما جعلها تخرج من جلد النساء، وتلبس جسد الرجال، والشخص في ظاهره امرأة؛ في نظراتها، ومشيتها، وطلاء أظافرها، واستعمال مساحيقها، وتغنُّجها في كلامها، وتكسُّرها في حركاتها، تخالط النساء في نواديهنَّ، وتسوقهنَّ، ودخول حماماتهنَّ، وما هي في حقيقة أمرها سوى رجل أبى إلا أن يَمتثل للشيطان في تغيير خلق الله، والتلاعب بأعضاء جسمه، تحت مسمى الحرية الفردية، وأن الجسد ملك لصاحبه، وأن النصيحة في ترك ذلك تدخُّلٌ في حياة الناس، واقتحام لميولاتهم النفسية، ورغباتهم الجنسية، والله عز وجل يُخبرنا بالتزام ما قَدَّره على كل إنسان، والرضا بما اختاره لكل إنسان، فيقول: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32]. وقد ذهب أحد المعاصرين إلى القول: "المرأة أحيانًا تتمنى أن تكون رجلًا، فتتشبه بالرجال، والرجل أحيانًا يتمنى أن يكون أقرب إلى الجنس الثاني، فيتشبه بالنساء، فهذا نهي شديد عن ذلك؛ لأن لكل من المرأة والرجل مكانًا في الجنة إذا اتقى الله فيما أقامه".

[٧] روى الصحابيّ الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لعن رسولُ اللهِ الرجلَ يلبس لبسةَ المرأةِ، والمرأةَ تلبس لبسةَ الرجُلِ). [٨] والتشبّه المذموم والمحرّم، مضبوطاً بثلاثة ضوابط؛ هي: [٩] أن يصدر التشبّه من صاحبه وهو قاصد له. أن يكون التشبّه من اختيار الشخص المتشبِّه؛ أي ألا يكون مُكرَهاً على ذلك، فإن كان مُكرَهاً فلا يأثم على ذلك؛ لِما ورد عن ابن عبّاس فيما رواه عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه). [١٠] أن يكون التشبّه فيما يتميّز به أحد الجنسين عن الآخر، أو أن يكون عادةً وطبعاً في الجنس الآخر، أو جاء النّص بتخصيصه لأحدهما. مجالات تشبّه الرجال بالنساء عند الفقهاء ذكر الفقهاء صوراً لتشبّه الرّجال بالنّساء، وكان جلّها تشبّهاً في الأعمال الظاهرة؛ مثل: تغيير طريقة الكلام، والعمل على ترقيقه، وفعل أفعال كأفعال النّساء؛ مثل: الزغاريد في المناسبات، فقد ذكر الفقهاء كراهة ذلك بالنسبة للرّجال، إلّا إذا كان القصد منه التشبّه بالنّساء فيصبح حراماً، وكذلك الأمر بالنسبة للأفعال التي تعود إلى العُرف؛ مثل: الضرب بالدفّ إذا فعله الرجال؛ فقد كان في زمن سابق من عُرف النساء، ويدخل أيضاً في صور تشبّه الرّجال بالنّساء؛ وكذلك التشبّه بملابس النّساء وهيئتهن، والزينة والحركات.